15 - مايو - 2024

صناعة الصابون البلدي على الطريقة التقليدية الفلسطينية في جينصافوط قضاء قلقيلية

صناعة الصابون البلدي على الطريقة التقليدية الفلسطينية في جينصافوط قضاء قلقيلية

قلقيلية: ميساء عمر

تقضي نجاة عبد المنعم أبو شعر “أم حسن” عامها الـ25 في صناعة الصابون البلدي في قريتها جينصافوط شرق قلقيلية، معتمدة عليها كمصدر رزق سنوي ودائم الى جانب سعيها للمحافظة عليها كموروث ثقافي فلسطيني، يوشك على الاندثار أمام تطور الصناعات الأخرى.

وتبين أم حسن (57 عاما)، أن صناعة الصابون البلدي، في هذا الوقت من العام، تمر بحلقة مميزة من الترتيبات والاجراءات، التي تساعد على خروجه الى السوق بجودة عالية، مع خلوه من المواد الكيميائيّة والأصباغ بشكل كامل.

وتحتاج صناعة الصابون، بحسب نجاة، وهي أم لسبعة أبناء، الى زيت الزيتون، والماء، والى مادة الصودا الكاوية، ووعاء حديدي لاحتمال درجة الحرارة العالية، وملعقة خاصّة لتحريك المواد، وقالب خشبي لسكب الصابون فيه بعد انتهائه.

وقالت “في الليلة التي تسبق طبيخ الزيت بنحو 12 ساعة، يتم نقع الصودا الكاوية، بالماء في وعاء بلاستيكي، لخفض درجة الحرارة العالية الناتجة عن مزيج الصودا بالماء، والتي يمكن أن تصل حينها الى 70 درجة مئوية، وما يلائم صناعة الصابون 40 درجة مئوية، ويتم تحريكها حتّى تذوبَ في الماء تماماً”.

وأضافت أم حسن التي توارثت هذه المهنة عن والدتها التي ورثتها ايضا عن جدتها “في اليوم التالي نضع الوعاء الحديدي على النار، ونضيف زيت الزيتون، ثم نضع المادة الكاوية التي تم اعدادها مسبقا على مراحل مع الحفاظ على التحريك، حتى نتأكد من نضوجه، وذلك من خلال تحول السائل لمادة لزجة متماسكة وانفصال الماء عنها وظهوره على سطح الوعاء”.

وتسترسل: “بعد نضوج الخليط نضعه في القالب المحضر وبجو بارد يساعد على جفاف الصابون، لمدة تتراوح بين 10-12 ساعة، ليسهل تقطيعها بسهولة ويسر، ووضعها بالقوالب الجاهزة”.

وتستهلك “أم حسن” ما يقارب (60 كيلوغراما) من زيت الزيتون القديم لصناعة الصابون، بواقع 4 تنكات بحجم 15 لترا، في حين تنتج كل تنكة 120-140 قطعة من الصابون، وتباع القطعة بخمسة شواقل.

وتشير رئيس قسم تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة محافظة قلقيلية مي نزال لـ”وفا”، الى أن وفرة زيت الزيتون في نهاية الموسم، كانت السبب الرئيسي في توفير بيئة مناسبة لصناعة الصابون البلدي في القرية، حيث يعتمد سكانها على الزراعة ويحرصون على قطف ثمار الزيتون سنويا.

وتضيف “ان وزارة الزراعة تولي اهتماما فائقا بالمرأة، وتسعى لتمكينها اقتصاديا، وخير ذلك التعاون مع جمعية جينصافوط الخيرية النسائية، حيث نقوم بتوجيه النساء الى تسويق منتجاتهن، ومساعدتهن على المشاركة في المعارض الموسمية والسنوية داخل وخارج محافظة قلقيلية لعرض المنتوجات وتمكينهن ماديا”.

وتبين نزال أن للصابون البلدي فوائد جمة، من بينها أنها تساعد على تحسين ملمس الشعر وصحته، وحمايته من التقصف والتساقط، وإزالة القشرة، كما انه يساعد على ترطيب البشرة وجعلها ملساء وناعمة، ويعمل على التخلص من العرق، بالإضافة الى انه يستخدم في غسل الملابس .

مقالات ذات صله