16 - مايو - 2024

غزة: “أنا ما حرقتش حالي، ولا انتحرت.. أنا انفجرت بس!” ….. وفاة الشاب يحيى كراجة اول أمس الخميس بعد حرقه لنفسه قبل شهر في غزة

غزة: “أنا ما حرقتش حالي، ولا انتحرت.. أنا انفجرت بس!” ….. وفاة الشاب يحيى كراجة اول أمس الخميس بعد حرقه لنفسه قبل شهر في غزة

كتب Akram Al-Jariri

الشاب #يحيى_كراجة توفي أمس الخميس بعد حرقه لنفسه قبل شهر في غزة، وظل جثمانه في الثلاجة حتى جاء أخوه “عبود” المشرد لاستلامه ودفنه مع بضعة أشخاص فقط بجانب قبر والده د.عبد القادر كراجة، ليعود عبود متشرداً دون أخيه.

بدأت قصة يحيى وعبود بهد وفاة والدهم الدكتور الجامعي عبد القادر كراجة الذي عاد إلى غزة مع أبنائه من الأردن، وفي عام 2014 عانى الشابان من محاولات الأقرباء المتنفذين لطردهم من المنزل الذي يعيشون فيه، إلى أن القوهم بالشارع منتصف عام 2015.

عبود تعرض للاختطاف وتكسير يديه وقطع جزء من لسانه من أقربائه عندما طالب بحقه، ويحيى في ذات الفترة كان يقضي سنة وثمانية أشهر في #مصر بعد أن خرج عن طريق الأنفاق مع تاجر أعضاء بشرية أوهم أخيه أنه باع البيت وأخذ حصته وغادر. ما لطف بيحيى هو وجود خلل بالهرمونات لديه مما جعل بعض أعضائه غير مكتلمة النمو فلا تصلح للبيع على حد وصفه.

من منتصف عام 2016 وحتى وفاة يحيى عاش الأخوين في الشارع مرة على البحر ومرة في كابينة ومرات في مستشفى الشفاء حتى طردوا منه من قبل الشرطة. حاول عبود أخ يحيى الانتحار سابقاً بابتلاع سم الصراصير على البحر ولكن صاحبرالمقهى انتبه إليه وأنقذه، وعندما تعافى كانت الشرطة في غزة ستسجنه ستة أشهر بسبب محاولة الانتحار.

يحيى وعبود حاولا توصيل صوتيهما عن طريق قناة الكتاب التي عرضت المقابلة مع مؤمن شيوخ في مطلع عام 2016، بعد معاناتهم من التشرد لمدة خمسة شهور تقريباً. لاقت المقابلة تعاطف كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في حينه ولكن ظل الشارع هو بيتهم الجديد الذي جعل من يحيى ينفجر.

أمس مات يحيى وحيداً محروق القلب والجسد، من الظلم وغياب كل أشكال العدالة، وختم حياته بالقول: “أنا ما حرقتش حالي، ولا انتحرت.. أنا انفجرت بس!”

مقالات ذات صله