
ادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أن تل أبيب تعتزم السماح بدخول 9 شاحنات محملة بمساعدات انسانية الى قطاع غزة اليوم، للمرة الأولى منذ 2 مارس/ آذار الماضي.
ولليوم الـ79 تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات، ضمن حرب إبادة جماعية مستمرة للشهر العشرين.
ونقلت إذاعة الجيش عن منسق أنشطته بالأراضي الفلسطينية غسان عليان، أن “9 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك أغذية للأطفال، ستدخل قطاع غزة عبر الأراضي الإسرائيلية في الساعات المقبلة”.
وقال المراسل العسكري للإذاعة دارون كادوش، عبر منصة تلغرام: “من المتوقع أيضا وصول شاحنات مساعدات إضافية في وقت لاحق اليوم، لكن لم يتم الاتفاق على ذلك بشكل نهائي بعد”.
وتابع أن “الشاحنات ستسافر إلى داخل قطاع غزة، ومن المفترض أن تصل إلى مخازن المنظمات الدولية، والتي ستقوم بتفريغها وتوزيعها على السكان”.
كادوش أضاف أنه “حسب توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيبذل الجيش جهودا لمنع حماس من السيطرة على المساعدات”، حسب ادعائه.
واستدرك: “مع ذلك، تعترف مصادر في الجيش بعدم وجود أي وسيلة لتحقيق ذلك”.
ووفق وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية والقناة “12” الخاصة، فإن إدخال المساعدات المرتقب يأتي تحت وطأة ضغوط وتهديدات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل.
ومساء الأحد، قال مكتب نتنياهو في بيان، إن “إسرائيل ستدخل كمية أساسية من المواد الغذائية للسكان (الفلسطينيين) لضمان عدم نشوء أزمة مجاعة في غزة”.
فيما نقلت هيئة البث عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن إدخال المواد الغذائية خطوة مؤقتة لمدة أسبوع تقريبا، حتى اكتمال تجهيز مراكز توزيع معظمها بالجنوب يشرف عليها الجيش وستشغلها شركات أمريكية.
وتروج تل أبيب وواشنطن لخطتين لتوزيع المساعدات، وسط إقرار إسرائيلي بأنهما تهدفان فعليا إلى إفراغ شمال القطاع من سكانه عبر تحويل مدينة رفح إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.
وتؤكد خطوة إدخال المساعدات المرتقبة عدم صحة إعلان نتنياهو قبل أيام أن إطلاق “حماس” الاثنين الماضي سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، باتفاق منفرد مع الولايات المتحدة، تم دون شروط.
بينما تؤكد صحة إعلان “حماس” أن إطلاق ألكسندر جاء ضمن “تفاهمات” مع واشنطن تتضمن إدخال مساعدات.
والخميس، قالت الحركة عبر بيان: “في إطار حرص حماس على التخفيف عن شعبنا بوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، جاءت المبادرة الإيجابية بإطلاق سراح الجندي الأسير إيدان ألكسندر”.
وأضافت: “نتوقع، حسب التفاهمات التي جرت مع الطرف الأمريكي، وبعلم الوسطاء، أن يبدأ دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، والدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة”.
وبالفعل تشهد العاصمة القطرية الدوحة حاليا مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل، في محاولة لإبرام اتفاق لإنهاء حرب الإبادة وتبادل أسرى.
وأكدت “حماس” مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما الاستمرار في السلطة.